45- يحدث عندما نكبر…ج٢

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لشد ما تغيرت بلادنا في العقد الأخير، لكن التغير الذي طرأ على أرواحنا أعظم

انهارت ممالك و صعدت ممالك أخرى، صيحات من حناجر شباب تم وأد بعضها. الوطنية هي الحل بيد أن الكل يبحث عن السفر في بلادي.

جالسا في مقهى فاخر في دولة عربية أكتب تلك الكلمات ثم أتركها لألقي نظرة على كلماتي القديمة في ذات المدونة، لا أصدق الرجل الذي كنته. لن أعيب على أحد تغيرت بوصلته ما حييت.

لماذا نتغير؟ دعني أخبرك عن نفسي قليلا. صار لدي أسرة، نحتاج لعمل، نقدم تضحيات لا مفر منها، لكن السؤال هو مالذي ستضحي به أولا

مالك أم مبادئك؟

توتر السطح هو السمة المسيطرة على وسائل التواصل حاليا. العجائز مثلي صاروا يسيرون لاعثين في ركب الشباب المتمرس في مجال الفضاء السيبيري بعد أن كنا نتفاخر بقيادتهم لعقود، انهارت حصون الآباء و الأجداد لما اكتشفوا سحر التواصل، تركوا أنفسهم للصغار صاغرين.

لكننا ما لبثنا أن انغمسنا أكثر منهم دون وعي، حتى لتجد الشباب يرفعون حاجبا في استنكار لما نقترفه، سرًا و علنا.

لكم حاولت غلق حسابي للتفكير في أشياء مفيدة أتعلمها كالبرمجة و اللغات و سواها، قبل أن تداهمني الحقيقة واضحة، حياتنا خواء ما لم نتشاطرها في الفضاء السيبيري و نفتخر بنجاحاتنا. في الماضي كنا نتواصل عبر أسماء مستعارة قبل أن تصير تفاصيل حياتنا مذاعة لحظة بلحظة.

هل صرنا أسعد؟ هل فارقنا الملل الأزلي؟

لا أعلم لكنني أعلم جيدا أن لم يعد ثمة مجال للعودة، حمى الانجاز و التسابق تلتهمنا لكن حمى التفاخر و نشر النجاح تلهمنا أكثر، حتى في العبادات.لست أنا بمنأى عما أقول.

الآن أعود لمدونتي حيث حرصت لأعوام أن أكتب لجمهور محدود جدا لكنني كنت سعيدا رغم كل شيء، سعادتي بالكتابة لا بنشر ما يجيش به صدري على الملأ. إنجازي يتمثل في توثيق أفكار شاب عبر ما يزيد عن عقد كامل.

تذكر أن النهايات السعيدة لا نعلم توابعها و ما حدث بعدها

” No one simply lives happily ever after . It’s a cliché when you want to snap a story. ” Anonymous